مؤسسة محمد كريم العمراني لفندق النجارين
فندق النجارين هو مخزن قديم للسلع ومكان للتجارة، تم بناؤه في عام 1711 خلال حكم السلطان مولاي إسماعيل (1672-1727). يقع في حي النجارين في قلب المدينة القديمة، عند تقاطع الشوارع الرئيسية، وقريب من أهم أماكن العبادة، ومراكز التسوق، وخاصة منطقة النجارة التي يحمل الفندق اسمها.
يفتح الفندق على الساحة الكبرى النجارين، التي تتميز بوجود المحلات التجارية وأسواق التحف. وتعتبر هذه الساحة واحدة من أجمل وأشهر وأوسع الأماكن في المدينة القديمة.
تزين واجهة الفندق نافورة، تُعتبر من أجمل النوافير في فاس. تُغذى حتى يومنا هذا بمياه الينابيع، وتعتبر مكانًا للانتعاش للفنانين، والتجار في المنطقة، والمارة، وحتى لبعض سكان المنطقة. تشكل هذه النافورة مع الفندق والساحة وسوق النجارين مجموعة معمارية رائعة.
على غرار معظم الفنادق في المدينة القديمة، كانت النجارين تستخدم لأغراض صناعية وتجارية. لكنها كانت مشهورة بشكل خاص بمكانتها كمركز لتجارة السلع ذات القيمة العالية. كما تم استخدام الفندُق أيضًا، في العقود الأولى من إنشائه، كمخزن عام. وبحلول نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر، أصبح الفندُق مكانًا حصريًا لتجارة التصدير من فاس. ولتحقيق ذلك، تم تطبيق ضريبة خاصة على جميع أنواع السلع المصدرة من هذه المدينة.
يتكون الفندُق من طابق أرضي وطبقتين تُنظمان حول فناء مكشوف. تفتح المستويات الثلاثة من المبنى على شرفات، حيث تكون تلك الموجودة في الطوابق محمية، من جهة الفناء، بحاجز خشبي مزخرف.
في رسالته الملكية الموجهة إلى الحكومة، جعل جلالة الملك الحسن الثاني من عملية إعادة تأهيل المعالم والمواقع المختلفة في مدينة فاس أولوية، وقد قدّم بنفسه مثالاً من خلال تحمل مسؤولية ترميم المدرسة المرموقة مساباهيا الواقعة في المدينة القديمة، مما أطلق عملية الانخراط الخاصة والعامة، الوطنية والدولية في عملية إعادة التأهيل.
في هذا الإطار، وبمبادرة من جمعية فاس السايس، ووزارة الداخلية والسلطات المحلية في المدينة، قرر محمد كريم لمزاني تمويل ترميم مجموعة النجارين التي تشمل الفندُق، والساحة، والنافورة، وممر النجارين، بالإضافة إلى إنشاء متحف داخل الفندُق.
تمت أعمال الترميم من 1990 إلى 1998 مع احترام تام لنوع وخصائص العمارة للمبنى، الذي تم تصنيفه كمعلم تاريخي بتكلفة إجمالية بلغت ثلاثين مليون درهم.
بدأت في 1996، وتم الانتهاء من تحضير وتركيب المتحف داخل الفندُق في 23 مايو 1998، وهو تاريخ افتتاحه الرسمي. وبفضل المتحف، أصبح حي النجارين الآن ليس مجرد معبر إلزامي للسياح الذين يزورون فاس، بل هو مكان يحظى بتقدير كبير من الزوار بفضل إطاره المجدد.
لقد سمحت إعادة تأهيل فندُق النجارين كمتحف متخصص، ولأول مرة في المغرب، بجمع عدد كبير من الأغراض الخشبية في مكان واحد، مما أظهر للجمهور أهمية هذا المادة في حياة المغاربة، وتنوعها، سواء من الناحية الوظيفية أو الفنية، وتقنيات العمل المختلفة المستخدمة فيها.